[ اللهم عمم الرحمة والرضوان
عليه * وأعطنا المعارف
أودعتها لديه]
وكان رضي الله عنه شديد
التواضع، ومن تواضعه أنه
لايتكلم في محضر الجماعة
إلا إذا قيل له: تكلم.
فيتكلم وكلامه لين
ومقبول عندالأكابر
والأصاغر لحلمه وعدله
ومعرفته علم العلمآء
وسياسة الملوك وحكمة
الحكمآء (1) وحكي أنه لما
اجتمع الأوليآء والعلمآء في
وقعة الأفرنج بالمنصورة
قريبا من ثغره دمياطي جلس
الشيخ عزالدين بن
عبدالسلام -والشيخ مكين
الدين الأسمر- والشيخ تقي
الدين بن دقيق العيد
وأضرابهم- وقرأة عليهم
الرسالة القشيري وصار كل
واحدة يتكلم. إذ جآء الشيخ
أبوالحس الشاذلي رضي
الله عنه فقالوا له نريد أن
تسمعنا شيأ من معاني هذ
الكلام (2) فقال: أنتم
مشايخ الإسلام، وقد
تكلمتم فما بقي لكلام
مثلي موضع (3) فقالوا له:
لا، بل تتكلم-! (4) فحمد
الله وأثنى عليه وشرع
يتكلم (5) فصاح الشيخ
عزالدين ابن عبدالسلام
سلطان العلمآء من داخل
الخيمة، وخرج ينادي بأعلى
صوته: هلموا إلى هذ الكلام
القريب العهد من الله تعالى
فاسمعوه (6) وكان الشيخ
عزالدين قبل إجتماعه على
الشيخ أبي الحسن الشاذلي
ينكر على القوم، ويقول: هل
لنا طريق غير الكتاب
؟والسنة (7) ثم يقول بعد
اجتماعه على الشيخ أبي
الحسن الشاذلي وتسليمه
للقوم: ومن أعظم الدليل على
أن طائف الصوفية قعدوا
على أعظم أساس الدين ما يقع
على أيديهم من الكرمات
والخوارق، ولايقع شيئ من
ذلك قط لفقيه إلا أن سلك
مسلكهم كما هو مشاهد (8)
فصار الشيخ عزالدين بعد
اجتماعه على الشيخ أبي
الحسن الشاذلي وذاق مذاق
القوم وقطع سلسلة الحديد
بكراسة الورق يمدحهم كل
المدح
(9 )
.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar