[ اللهم عمم الرحمة والرضوان
عليه * وأعطنا المعارف
أودعتها لديه]
وكان رضي الله عنه يقول:
كلوا من أطيب الطعام
واشربوا من ألذ الشراب
وناموا على أوطاء الفراش،
وألبسوا ألين الثياب- (1)
فإن أحدكم إذا فعل ذلك وقال
الحمد لله- يستجيب كل
عضو للشكر (2) بخلاف ما
إذا أكل خبز شعير بالملح،
ولبس العبآءة، ونام على
الأرض، وشرب المآء السخن
وقال الحمد لله -فإنه يقول
ذلك وعنده إشمئزاز وبعض
سخط على مقدور الله تعالى
(3) ولو أنه نظر بعين
البصيرة، لوجد الإشمئزاز
والسخط يرجع في الإثم على
من تمتع الدنيا بيقين (4)
فإن المتمع بالدنيا فعل ما
أباحه الحق سبحانه وتعالى-
(5) ومن كانت عنده إشمئزاز
وسخط فقد فعل ما حرمه الحق
عز وجل (6) وهذا مما يدل على
أنه رضي الله عنه من أهل
المراقبة لأحوال القلب، ومن
أهل الشكر (7) ويقول أيضا:
لايتراقى مريد قط إلا إن
صحت له المحبة له تعالى
(8) ولايحب الحق تعالى
حتى يبغض الدنيا وأهلها،
ويزهد في نعيم الدارين (9)
وقال أيضا: كل مريد أحب
الدنيا فالحق تعالى يكرهه
على حسب محبتها له كثرة
وقلة (10) فيجب على
المريد أن يرمي الدنيا من
يده ومن قلبه أول دخوله في
الطريق (11) ومتى تلقن
على شيخ أو أخذ عليه العهد
وهو يميل إلى الدنيا فلابد
أن يرجع من حيث جآء
وترفضه الطريق (12) فإن
أقل أساس يضعه المريد في
الطريق الزهد في الدنيا
فمن لم يزهد في الدنيا
لايصح له بنآء شيئ في
الأخرة
(13 )
.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar